في انتظار الدواء: وجع لا يُسكن في غزة

في انتظار الدواء: وجع لا يُسكن في غزة

حين يتحوّل الصداع إلى مأساة… لأن الشريط الأبيض غير متوفر

في أحد ممرات مستشفى الشفاء في غزة، يجلس فتى في الثالثة عشرة من عمره على كرسي بلاستيكي، يضغط على جبينه المتعرّق بقطعة قماش. لا يُصدر صوتًا. فقط أنين خافت يشقّ قلب والدته الجالسة إلى جواره، تحمل وصفة طبية لدواء بسيط: مسكّن ألم.

“قال لي الطبيب: عودي غدًا، ربما تصل الشحنة. لكنني أعلم أن الغد في غزة قد لا يأتي.”

تبدو الأمور عادية عند الحديث عن أدوية البرد أو الصداع، لكن في غزة، غياب هذه الأدوية قد يعني استمرار الألم، تدهور الحالة، أو حتى الموت. تشير تقارير طبية إلى أن أكثر من 45٪ من الأدوية الأساسية غير متوفرة في المستشفيات العامة، بما في ذلك المضادات الحيوية، أدوية القلب، والأنسولين.

الأطباء يجدون أنفسهم يوميًا في معركة أخلاقية: هل يخبرون المريض أن الدواء غير متوفر؟ أم يصمتون ويقدّمون البديل الأقل فعالية؟ في كثير من الأحيان، يضطر الأهل للسفر لساعات بحثًا عن عبوة دواء واحدة، بينما بعض المرضى يبيعون ما تبقى لهم من مقتنيات لشراء علبة من الحبوب المنقذة.

“أعرف طفلًا مصابًا بالسكري لم يأخذ حقنته منذ يومين. أمه تقول: إما نشتري الطعام، أو نشتري الإنسولين.”

تتفاقم المأساة مع انقطاع الكهرباء، ما يؤدي إلى تلف الأدوية التي تحتاج إلى تبريد، ويزيد من ضغط العمل على المستشفيات. لا غرف كافية، ولا أجهزة، ولا حلول. فقط قائمة انتظار طويلة، وعيون تنتظر المعجزة.

ما يحدث ليس مجرد نقص دواء، بل انتهاك لحق الإنسان في العلاج، في الشفاء، في البقاء.

  • 🔹 توفير شحنات دواء عاجلة
  • 🔹 رفع الحصار الطبي وضمان دخول الإمدادات
  • 🔹 دعم صيدليات المجتمع المحلي

لأن الألم لا ينتظر. ومن حق كل إنسان أن يشفى… ولو من صداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *